السلام عليكم ورحمة الله
**الفساد الأخلاقي**
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
لعل أهم الأسس التي دعا إليها الإسلام و شدّد عليها بقوة هي التحلي بمكارم الأخلاق التي قال الحبيب المصطفى أنه بعث ليكملها
هذه الأخلاق هي التي تكسبه احترام و محبة الآخرين وقبل كل هذا إحترامه لنفسه،
لكن عندما تفسد تلك المضغة و تنغمس في الشهوات و الملذات و ترمي بصاحبها في مستنقع الفساد تهدم تلك المبادئ و الأخلاق
و ترحل عن تلك المضغة الطيبة.
وهنا يجرنا الحديث عن هذا الفساد الأخلاقي و أنواعه و السبب أو الأسباب التي أدت إلى تفشي هذه المعضلة في مجتمع بني أساسه
على الإسلام و مكارم الأخلاق.
تتعدد مظاهر الفساد الأخلاقي و تتنوع بتنوع الأعمار، لكن لعل أكثر هذه الحوادث التي تدمع لها العيون و تنخلع لها القلوب
الإغتصاب و التحرش الجنسي بالأطفال.
هذه الأفعال البعيدة عن الحس الإنساني و الديني حولت البشر لحيوانات تلتهم بعضها في غياب ضوابط اجتماعية و تشريعات قانونية
تحمي المرأة و الرجل و الطفل بصفة خاصة لعدم إدراكه بما يمارس عليه من سلوك حيواني و همجي
لكن أكيد لتفشي هذه الظاهرة أسباب و مسببات و ممكن أن نحصرها في يلي:
*
الصحبة أو الصداقة السيئة التي تكون هي الحضن الثاني بعد الأسرة خصوصاً أن
الواحد منا يقضي معظم وقته بين رفاقه؛ حيت يجد الدفء و الحنان
و
الأمان اللذان يمكن أن يكون إفتقدهما في بيته بسبب كثرة المشاكل التي
يستعصي حلها بين الأهل و يحاول الهروب منها و نسيانها بين الأصدقاء
الذين إختارهم بعفوية و تلقائية، هذا ما يجعله يندمج في الجو الذي يعيشه الرّفاق مهما كان نوعه، فقد تجده يعاشر المومسات
مع البقية و يشرب الخمر و يدخن المخدرات و و و ... إلخ.
هل وصل الإنحطاط بالإنسان لهذه الدرجة و جعله يتخلى عن إنسانيته و يرتدي ثوب الحيوان و يتبّع غريزته التي
لا تميز بين الكبير و الصغير و الرجل و المرأة فتجده يقوم بكل شيئ في غياب واضح لضوابط و قوانين زجرية
فتجد العقوبة في الإغتصاب كفالة و السجن في اغتصاب طفل براءة مما يفسح المجال
للذئاب البشرية في ممارسة شدودها و حيوانيتها دون خوف من العواقب؟!!.
الأسئلة النقاشية
ماهي الأطراف المسؤولة في تفشي هذه الظاهرة ؟
أين يكمن دور التعليم في الحد من هذه الظواهر الفاسدة؟
هل الفراغ الذي تتركه الأم بسبب عملها سبب في هذه الظاهرة؟
كيف يمكن أن نحد من تفشي هذه الظاهرة؟
ما دور الأئمة في التوجيه و الإرشاد؟
هل فقداننا لهويتنا و تقليدنا للغرب أحد هذه الأسباب؟